اعداد المجلة
العدد الاول من مجلة العراق الديمقراطي
لا شك ولا ريب بأن العالم من حولنا يشهد تحولات كبيرة وخطيرة جدا تتمثل في الصراعات المحتدمة بين القوى الكبرى.. وامريكا وحلفائها من جانب وروسيا والصين وحلفائهم من الجانب الاخر ، وان هذه الصراعات قد ولدت امتدادات وارتدادات القت بضلالها على المشهد الجيبوليتيكي في منطقتنا مما شكل امتدادا وتماهيا مع تلك الصراعات الكبرى وهو الامر الذي دفع بالدول الاقليمية التي تتمتع بعلاقات ومصالح مع القوى المتصارعة الى محاولة ايجاد موطئ قد لها على ساحة الصراع في دول الجوار الضعيفة.. وهذا ما نتلمسه من علاقات الجارتين ايران وتركيا مع العراق، وانتم تعلمون ايها الاخوة والاخوات مدى الضرر الذي لحق بالمصالح العليا للعراق جراء حالة الصراع تلك والعلاقة الغير متكافئة بين العراق والجارتين المذكورتين بحيث اصبح القرار السياسي مرهون بارأدة الدول الكبرى وحلفائها الاقليميين ايران من جانب وتركيا من الجانب اخر وفي احيان اخرى دول الخليج ذات الثقل النوعي بالتاثير في العراق، فالايرانيون كانوا قد مارسوا سياسة الاستحواذ على المصالح التجارية وفرض ثقافتهم على بعض شرائح المجتمع العراقي كذلك السيطرة على الارض بواسطة قوى محلية موالية وذلك لخدمة مشروعهم الدفاعي ضد العدو الراسمالي الذي يريد ترويض ايران واخراجها من خندق الممانعة الى خندق التطبيع وان تتحول الى دولة مارقة الى “مطيعة” .. وكنتيجة لذلك فان العراق اصبح ساحة للصراع بين الفرقاء المحليين الذين تتوزع ولائاتهم بين دول الاقليم والقوى المتحكمة في هذه الدول مما عطل الكثير من فرص التنمية والتغيير على كافة الصعد.
اما الجارة تركيا فأنها قد مارست الغطرسة والتعسف بابشع اشكالهما وقامت باحتلال اجزاء كبير من شمال العراق متنكرة بذلك لعلاقات حسن الجوار والحفاظ على المشتركات التاريخية والثقافية والمصالح بين البلدين مستغلة حالة الصراع التي نوهنا عنها وحالة الضعف والتشظي الذي تعانية العملية السياسية في العراق خصوصا بعد مخرجات انتخابات 10-10 -2021 من العام الماضي بحيث وصلت هذه القوى الى طريق مسدود وهي تتجه نحو المجهول واصبحت تتخبط في سياساتها بحيث اقدمت على استفزاز شعب سنجار بدعم وتماهي من الحكم التركي الذي يستهدف جغرافية سنجار وتغيير طبيعة المنطقة الجيوسياسية والبيلوغرافية تمهيدا لاحتلالها والسيطرة على الطريق الواصل بين اسيا واوروبا ..!!
ان الصراعات الدولية والاقليمية والحرب الاوكرانية الروسية والتنافس المحموم بين الدول الكبرى على تقاسم مناطق النفوذ في العالم ورسم خارطة جديدة لهذه المناطق قد شكلت فرصة للحكومة التركية لتحتل وتهدد باحتلال المزيد من المناطق في العراق وسوريا في مشاركة مباشرة منها للتمهيد لمشروع التقسيم وفق خارطة التقسيم الجديدة للشرق الاوسط الكبير الذي اقترحه الرئيس بايدن يوم كان نائبا للرئيس اوباما .. نقول لم يتبقى لنا الا ان ندعو الى مؤتمر متلقى وطني ديمقراطي ينقذ العراق مما هو فيه من فوضى عارمة تهدد مستقبله كدولة ذات سيادة وتمنع خطر التقسيم القادم.
يمكنكم تحميل العدد الاول من مجلة العراق الديمقراطي من الرابط ادناه
تحميل الآن