اعداد المجلة
العدد الخامس من مجلة العراق الديمقراطي
يسرنا ان نضع بين ايادي قراءنا وقارئاتنا عددنا الخامس من مجلة ـ العراق الديمقراطي ـ ايمانا منا بأن الانعتاق من قيود الانكسارات والفشل وتعميق حركة الوعي المجتمعي وسلوك طريق “ثورة ذهنية” تقضي الى التحول الديمقراطي سوف لن يروق للكثيرين من استمرأوا السلطة والمال السياسي.
ولأننا لا نقبل بمزيد من الانكسارات والفشل سنصبح في نظر السلفية السياسية النمطية والتقليدية صوتا نشازا يجب ان لا يستمع اليه احد فقط.
لكنك ايها القارئ الكريم متى كنت تهلل وتردد مثل قن او عبد من عبيد الماضي الغابر. ستصبح في نظرهم ممتثلا للسلوك المثالي والنموذج الاجتماعي الذي يراهنون عليه للفوز بالسباق الانتخابي المحموم نحو السلطة والمال السياسي، وستردد نفس الكلام عن المعارك الوهمية والانتصارات التي سوف لن نتمكن من رؤية ملامحها حتى على المدى القريب.
هنا ضاعت الديمقراطية في بيوت القبائل السياسية والاعراق والمذاهب الدينية. تلك الديمقراطية التي يفهمها العالم الحديث (كحداثة راسمالية)، والمتشبع باحترام حقوق الانسان. بينما نرى نحن بان (الحداثة الديمقراطية) هي الوسيلة التي تتيح للناس امكانية المشاركة في صناعة القرار الذين اقتنعوا باهميته وجدواه وآثار نتائجة على الحياة اليومية للشعب. ولكي ينعم المواطنون بما حباهم وطنهم الزاخر بالموارد الطبيعية والثروات. فضلا عن الموارد البشرية الخلاقة التي تنتظر فرصتها لتكون معبرا عن ادارة موارد البلاد على يد كفائاتها من النساء والرجال في جميع مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية، والاقتصادية، ولاسيما اهمية موقع العراق الجغرافي الفريد الذي يربط بين عالمين حيويين (اسيا وأوربا).
الديمقراطية بكل بساطة هي ان يكون لك الحق الكامل في التعبير الحر عن قناعاتك وتطلعاتك. دون ترهيب عبر حوار ياخذ من رؤاك وتطلعاتك ما تتشارك به مع الاخرين مع اختلاتفهم معك. وهذا ما يفسر اننا نعيش مفارقات يومية مع الناس في كل الاحوال والظروف الحياتية.
من هنا تكمن الاهمية العظمى للنضال من اجل التحول الذهني الذي يؤثر بالوعي الجمعي وهو ما تبتغيه وتنشده مجلة ـ العراق الديمقراطي ـ . يجب ان نؤمن جميعا بأن النساء والرجال لهم الحق في التعبير عما يشاؤون ويرفضون عن طواعية واختيار، وان لايحرمون هذا الحق، ولكن جاء دورك عزيزي القارئ الكريم في الافصاح والتعبير عن اراءك ومواقفك، وقد يتصدى لك الرجعيون بالتسفيه والتجريح، وينازعونك فيما لايقبلون التنازل حوله لانه (مقدس) حسبما يرون ويعتقدون… نعم هم يفعلون ذلك وكأنهم قد ورثوا مقدرات الشعب عن اسلافهم متناسين بذلك واقعهم السياسي والاجتماعي قبل الوصول الى السلطة والمال، وممارسة اشد الادوار خطورة على وحدة المجتمع العراقي الا وهي “المحاصصة السياسية” ومادتها المغذية: العرقية، والطائفية الدينية والمذهبية والمكوناتية والتي اذا ما بقيت تنخر في جسد الامه فأن شعبنا بكل مكوناته واطيافه سيكتوي بنار نتائجها وعواقبها الوخيمة والخطيرة جدا على مستقبلنا.
فالديمقراطية (كما تراها القوى النافذه) تاخذ ابعاد القطيع الذي يردد ولايبدع. الذي ينطق ولايفكر ولايحيد عن تلك الوصايا (المقدسة)، والتي لاتريد ان يبتعد الحزب ومريديه واتباعه المنتفعين من امتيازات السلطة والمال عن دائرة المصالح الضيقة. بدل الذهاب الى الدائرة الارحب والاشمل . الا وهي مساحة الوطن الكبير التي تتسع لجميع ابناء وبنات امتنا العراقية بكل تاريخها الحضاري المجيد، وجميع الوان طيفها الفريد والجميل.
ان القاموس السياسي العراقي قد افتتح في هذا المجال طروحات يومية وصنع اناس يجيدون ترديد الشعارات التي تخلق وتربي بشرا لايقوى على صناعة الفوارق والتمايز. فقد تحولت مقولة ارسطو: “الانسان حيوان ناطق” الى معنى اخر بحيث اصبح الانسان فاقدا القدرة على النطق والتعبير الخلاق وصار قطيعا ليس الا..!!
ان المجتمع العراقي التشاركي الذي نناضل معا من اجل ترسيخ مبادئه وقيمة السياسية والاجتماعية، والاقتصادية من خلال “ديمقراطية الشعب” فتمكين هذا الشعب من ان يدير ذاتيا وسائل انتاجه وارضه وموارده الطبيعية. هو السبيل الذي سيضعنا امام طاقتنا الخلاقة واستثمار مواردنا الهائلة، وتحقيق التوازن البيئي المطلوب بين الانسان والطبيعية، وبين الانسان ووطنيته المهمشة.
ان سبيل الديمقراطية التشاركية سيجعل من المراة الحرة شريكا حقيقيا في عملية البناء الحضاري. كذلك استثمار شبيبتنا، وكافة مكونات الامة العراقية بدلا عن نهب ثرواتها عن طريق الحداثة الراسمالية المتوحشة التي القت بضلالها على سلوك البرجوازيه الناشئة.
وليس اخرا فأننا بمفاهيم (الحداثة الديمقراطية) نتطلع الى الاخوة بين مكونات امتنا العراقية، وتحقيق الرفاهية والتنمية المستدامة، وذلك عبر مزيد من الوعي والادراك والثقافة الذهنية الحرة والانطلاق نحو المساحات الارحب التي يرفرها المناخ الديمقراطي التشاركي.
لتحميل العدد الخامس من مجلة العراق الديمقراطي اضغط على الرابط ادناه: